ممثلة غير قديرة، سيئة الهندام، غبية، شاطحة الأحلام (49) "، ولكنها كانت تصدح بصوت ساحر. وقد حفلت "بروفاتها" بصراع الإرادات والطباع الحادة. قال لها هندل "أعرف جيداً أنك شيطانة حقيقية، ولكنني أنا نفسك أريدك أن تعرفي أنني بعلزبول (رئيس الشياطين) ". فلما أصرت على غناء لحن مخالفة لتعليماته، أمسك بها وهدد بأن يقذفها من النافذة (50). ولما كانت الألفان من الجنيهات ستتبعانها، فإنها أذعنت لأمره. وفي حفلة الافتتاح (12 يناير 1723) أبدعت الغناء حتى صاح أحد المتحمسين من المقاعد الرخيصة وسط غنائها "على اللعنة في أن بطنها عشاً من البلابل (51) ". وقد نافسها سنسينو، وأعانها "باصو" بوسكي. وفي الليلة الثانية بيعت الكراسي بزيادة قدرها خمسة جنيهات. وفي نحو هذه الفترة كتب جون جاي إلى جوناثان سويفت يقول: -
"أما التسلية المسيطرة على المدينة فهي الموسيقى دون سواها؛ هي الكمانات والفيولات الجهيرة والأبواب الواقعية، لا القياثير والمزامير الشعرية. ولا يسمح لأحد بأن يقول "أنا أغني" إلا إذا كان خصياً أو امرأة إيطالية. وكل إنسان أصبح الآن حكماً عظيماً في الموسيقى كما كان الناس في أيامك حكاماً من الشعر؛ والقوم الذين لم يكونوا يستطيعون التمييز بين نغمة وأخرى يتشاجرون الآن كل يوم على الأساليب المختلفة التي ينتهجها هندل، وبونونتشيني، وأتيليو "أريوستي) ... وفي لندن وستمنستر، في كل حديث مهذب، يجمع الرأي على أن سنسيئو هو أعظم رجل ظهر في الوجود (52) ".
ثم اشترى هندل بعد أن صعد نجمة ثانية بيتاً في لندن (1723) وأصبح مواطناً بريطانياً (1727). وواصل حرب الأوبرا حتى 1728. ونبش التاريخ بحثاً عن الموضوعات، فعرض على المسرح فلافيوس، وقيصر، وتيمورلنك، وسكبيو، والاسكندر، ورتشارد الأول. ورد بونونتشيني باستياناكس، وارمينيا، وفارناسس، وكلبورنيا؛ ولحن وارتاجزرسيس، ودارا؛ ولم يسبق في أي عهد أن لحن التاريخ على هذا النحو المتناغم. وفي 1726 ازداد وطيس الصراع الثلاثي بوصول