قصه الحضاره (صفحة 11312)

جديدة لزحل (ساتورن)، وانقسام حلقة زحل إلى قسمين (وهو الانقسام الذي يطلق عليه اسم كاسيني الآن). وبعد موته عام 1712 خلفه في مرصد باريس ابنه جاك، الذي قاس قوس الزوال كمن دنكرك إلى بربنيان، ونشر أول جداول لأقمار زحل.

وقد أسهم كرستيان هويجنز في لهاي إسهامات هامة في الفلك قبل أن ينضم إلى فريق العلماء العالمي في باريس. فوفق هو وأخوه قسطنطين إلى طريقة جديدة لشحذ العدسات وصقلها، واستعان بها في تركيب تلسكوبات أقوى وأصفى من أي تلسكوبات عرفت من قبل، وبفضلها اكتشف (1655) القمر السادس لزحل، وحلقة هذا الكوكب الغامضة. وبعد عام قام بأول تحديد للمنطقة اللامعة (التي تحمل اسمه الآن (في سديم أوريون وكشف عن الطابع المتعدد لنجمه النووي.

أما أعظم منافس لفلكيي باريس فهو الفريق الممتاز تجمع أكثره حول هالي ونيوتن في إنجلترا. وقد قدم جيمس جريجوري الأدنبري المعونة من بعيد بتصميمه أول تلسكوب عاكس (1663) -أي التلسكوب الذي تركز فيه أشعة الضوء المنبعثة من الجسم بوساطة مرآة منحنية بدلاً من العدسة، وقد حسنه نيوتن في 1668. وفي 1675 وجه جول فلامستيد وآخرون إلى تشارلز الثاني مذكرة يلتمسون فيها تمويل بناء مرصد قومي، حتى تهتدي السفن الإنجليزية التي تمخر عباب البحر بطرق أفضل لحساب خطوط الطول. ودبر الملك المال للبناء، الذي شيد في بلدة جرينيتش قرب القسم الجنوبي الشرقي من لندن، واستعمل هذا نقطة لطول الصفر والزمن القياسي. وقدم تشارلز لفلامستيد راتباً صغيراً على عمله مديراً، ولكنه لم يقدم مالاً تدفع منه رواتب مساعديه أو ثمن الآلات، أما فلامستيد، الهزيل العليل، فقد بذل حياته لذلك المرصد. فقبل تلاميذ يعلمهم، واشترى الآلات من جيبه الخاص، وتلقى المال هدية من أصدقائه، وعكف في صبر على رسم الخرائط للسماء كما ترى من جرينيتش. وقبل أن يموت (1719) كان قد أتم أوسع وأدق قائمة نجوم عرفت من قبل، وقد أدخلت تحسينات كثيرة على القائمة التي تركها تيكوبراهي لكبلر في 1601. وكان فلامستيد يشقى بالافتقار إلى المساعدين، ويضطر للقيام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015