النبلاء المتمردون في قصورهم الريفية. والتمست مدام لونجفيل العزاء بين راهبات البور-رويال بعد أن ذهب وراء حسنها. ونفيت الجراند مدموازيل إلى إحدى ضياعها، حيث راحت تأكل قلبها حسرة وهي تذكر ملاحظة نسبت إلى مازاران، قال فيها إن إطلاقها المدافع من الباستيل قتل زوجها-أي قضى على أملها في الزواج من الملك. وفي عامها الأربعين أحبت أنطوان كومون، كونت لوزان، وكان أصغر وأقصر منها كثيراً، ولكن الملك رفض أن يأذن لهما بهذا الزواج، فلما عزما عليه برغم هذا الحظر سجنه عشر سنوات (1670 - 80). وظلت المدموازيل وفية له في شجاعة طوال سجنه، ولما أفرج عنه تزوجته، وعاشت معه عيشة مضطربة صاخبة حتى ماتت (1693). وأما ريتز فقد قبض عليه، ولكنه فر، ثم نال العفو، وخدم الملك مبعوثاً دبلوماسياً في روما، واعتكف في ركن باللورين، وألف مذكرات تمتاز بتحليلها الموضوعي للخلق، بما في ذلك خلقه هو يقول فيها:
"لم ألعب دور الناذر نفسه للدين، لأنني لم استطع أن أعرف على وجه اليقين كم من الزمن سأستطيع لعب دور المزيف، وحين أعجزني العيش دون صلة غرامية محرمة، اتصلت بمدام بومرو، وكانت شابة لعوباً، لها العدد الكبير من العشاق، لا قس بيتها فحسب، بل في مكان عبادتها أيضاً، بحيث كانت صلات غيري المكشوفة معها ستاراً لصلتي بها ... واستقر رأيي على التمادي في خطايا ... ولكني كانت مصمماً كل التصميم على القيام بواجبات مهنتي (الدينية) بأمانة، وعلى بذل قصاراي في تخليص نفوس غيري وإن لم أكترث لخلاص نفسي" (11).
أما مازاران فقد هبط على قدميه دون أن يضار، وعاد سيداً على المملكة، وخادماً لملك ما زال راغباً في التعلم. وقد روع فرنسا أن يبرم الوزير معاهدة مع إنجلترا البروتستانتية وكرومويل قاتل ملكها (1657)، الذي أعان على محاربة كونديه والأسبان بإرساله ستة آلاف جندي،