استريا ملكاً على المجر، فعزز حركة الإصلاح الكاثوليكي تعزيزاً نشيطاً. وفي ديت 1625 استعاد الكاثوليك أغلبيتهم. وأصبح بازماني كردينالاً وكاتباً من أبلغ مؤلفي العصر المجريين، مع أنه ابن رجل كلفني المذهب.
وأما بوهيميا والأقاليم التابعة لها-وهي مورافيا وسيليزيا ولوزاتيا-فكانت تغلب عليها البروتستانتية عام 1560. واعترفت الولايات الأربع بملك بوهيميا يسداً عليها، غير أنه كان لكل ولاية مجلسها القومي وقوانينها وعاصمتها-براغ، وبرون (برنو)، وبرسلاو، وبوتزن، وكانت براغ في ذلك الحين من أجمل مدن أوربا وأكثرها ازدهاراً. ولم يكن مسموحاً بالتصويت بالديت البوهيمي إلا لملاك الأرض البالغ عددهم ألفاً وأربعمائة ولكن كان من بين أعضائه ممثلون لسكان المدن والفلاحين، أتاح لهم سلطان المال نفوذاً جاوز مجرد الكلام. وكان معظم النبلاء لوثريين، ومعظم مواطني المدن لوثريين أو كلفنين، ومعظم الفلاحين كاثوليكاً. ولكن قلة منهم كانت "أوتراكية" تخلوا في عام 1587 عن تقاليدهم الهسية (مذهب المصلح الديني البوهيمي، والشهيد جون هس 1369 - 1415)، ولم يتمسكوا إلا بتناول القربان بالخبز والخمر، وأخيراً تصالحوا مع كنيسة روما (1593). أما أكثر الطوائف الدينية إخلاصاً فكانوا "الأنيتاس فراتروم"-وهم الأخوان البوهيميون أو المورافيون-الذين أخذوا موعظة المسيح على الجبل مأخذ الجد، وعزفوا عن كل الحرف والمهن إلا الزراعة، وعاشوا في بساطة كبساطة تولستوي المسالمة.
وفي عام 1555 جلب فرديناند الأول اليسوعيين إلى بوهيميا. فأنشئوا كلية في براغ وربوا "كادراً" من الكاثوليك الغيورين، واكتسبوا الكثيرين من النبلاء الذين تزوجوا بنساء كاثوليكيات. ثم أصدر رودلف الثاني مراسيم. نفي الأخوان البوهيميين أولاً، قم الكلفنيين، غير أن الوسائل أعوزته لتنفيذ هذه المراسيم. وفي عام 1609 أقنعه البروتستانت بأن يوقع