الدور الذي تهيئه الكلفنية لجمهور العلمانيين المتعلمين، في إدارة المجامع والسياسة الكلفنية. وكرهوا بصفة أخص الضرائب التي فرضتها الحكومة الأسبانية على اقتصاد الأراضي الواطئة.
ووقع على الفلاحين أفدح الغرم وأصابوا أقل الغنم من الثورة. ذلك أن معظم الأراضي كان ملكاً لذوي النفوذ والمكانة الذين كانوا أقرب شبها بأمراء الإقطاع في ألمانيا وفرنسا، وهؤلاء هم الذين نظموا الكفاح من أجل الاستقلال. فكان فيليب دي مونموارنس، كونت هورن، يمتلك أراضي شاسعة في المقاطعات الجنوبية. كما كان لكونت اجمونت لامورال، ضياع واسعة في فلاندرز ولكسمبرج، فكان مركزه يخول له أن يطلب يد دوقة بافاريه، وحارب في عدة حملات ببسالة فائقة حتى أصبح أُيراً لدى شارل وفيليب، وهو الذي قاد جيش فيليب إلى النصر في سانت كوبتن (1557). وأظهر في قصره الفخم من ضروب الإسراف والكرم الباذخ ما ورطه الدين. ونظر مثل هؤلاء الرجال، ونبلاء كثيرون آخرون أقل منهم شأناً، نظروا في شره ونهم إلى ثروة الكنيسة، وسمعوا والحسد يملأ قلوبهم بالبارونات الألمان الذين أثروا بالاستيلاء على أملاكها (3). واتجه تفكيرهم إلى أن الملك يحسن صنعاً لو أنه اقتطع من- أملاك الكنيسة أجزاءً معقولة يخصصها لقيادات عسكرية "وبذلك يخلق" أسلحة فرسان رائعة ... في مكان هذه الجماعة الخاملة من الأبيقوريين المنغمسين في ملذات الطعام والشراب والذين لا شغل لهم إلا "التسبيح" (4).
أما أكثر كبار الملاك قدرة وكفاية وثراء فكان وليم ناسو، أمير أورانج وكان للأسرة أملاك شاسعة في المقاطعة الألمانية "هس ناسو"، وفي الأراضي الواقعة حول ويزبادن، كذلك في الأراضي الواطئة، على حين اشتق لقب الأسرة من إمارة أورانج الصغيرة في جنوب فرنسا. ولما كان وليم قد رأى النور في دللنبرج الألمانية (1533) فإنه نشأ على مذهب لوثر حتى بلغ الحادية عشر من عمره، وحينئذ أنتقل إلى بروكسل وتحول إلى الكاثوليكية حتى يكون له الحق في أملاك ابن عمه رينيه. وقد أعجب به شارل الخامس، وزواجه من آن