والنحت وغيرهما من الفنون، هنا كانت أعمال مانتينا، ودافنشي، وفيرونيزي، و «عبيد» ميكل أنجيلو. وقد انتقل أكثر هذا الكنز إلى لويس الثالث عشر والرابع عشر، ثم إلى اللوفر، ثم إلينا.
أما في عمارة البيوت فقد أعاد فرانسوا مانزار تشكيل أفق باريس بتطويره «سقف مانزار» -وهو سقف ذو منحدرين، أسفلهما أحد من أعلاهما، مما يتيح تصريف الثلج والمطر بسرعة، ويفسح فراغاً أكبر في الطابق العلوي، وكم من طالب أو فنان باريسي سكن هذا «المانزار» أو العلية. وصمم مانزار عدة كنائس في باريس، وعدة قصور ريفية في فرنسا-وأنجحها في حي يعرف اليوم بميزون لافيت، وهو ضاحية من ضواحي العاصمة. وفي عام 1635 عهد إليه «مسيو» جاستون دورليان أن يعيد بناء قصر الأسرة في بلوا؛ ولم ينجز مانزار سوى الجناح الشمالي الغربي، وما زالت واجهته المبنية بطراز النهضة وسلمه الفاخر رائعة «أبرع معماري أنجبته فرنسا في تاريخها» (140).
وبهذا المزاج نفسه، مزاج التقاليد الكلاسيكية التي يرقق منها الصقل الشعور الفرنسيان، زين النحاتون الكنائس، والقصور، والحدائق، ومقابر العظماء. وقد ورث جرمان بيلون رشاقة النهضة التي اتسم بها تشلليني، وبريماتيكيو، وجان جوجون، ولكنه لم ينس المزيج القوطي من الرقة والقوة. أما روائعه فثلاث مقابر، إحداها-وهي المقامة في كنيسة دير القديس دني-جمعت في الموت بين كاترين دي مديتشي وهنري الثاني، زوجها لفترة ما-وقد أضفى الفنان على الملكة جمالاً مثالياً كان خليقاً بأن يدفئ قلبها الموحش. والثانية، الموجودة الآن في اللوفر، كرمت رينيه دبيراج، مستشار فرنسيس الثاني وشارل التاسع-وهي صور للكبرياء الخاضعة للتقوى، ومعجزة من الثياب الطبيعية التقطها المثال في البرونز. وإلى