قصه الحضاره (صفحة 10005)

على أن الأكليروس من الكاثوليكي الفرنسي اكتسب شرافا باصلاح ذاته اصلاحا مخلصا فعالا. ولم يكن المسئول دائماً عن المفاسد التي أشاعت الفوضى في الكنيسة، لأن كثيراً من المفاسد نجم عن أن الأساقفة ورؤساء الديورة كان يعينهم الملاك أو النبلاء الذين يحيون حياة أشبه بحياة الوثنيين، وأحياناً تساورهم شكوك العقيدة (1). مثال ذلك أن هنري الرابع منح صلى الهيجونوتي أربعة ديورة ليرتزق من دخلها، وعين خليلته "كوريزاند " رئيسة لدير شاتيون- سير- سين. وخلع السادة النبلاء الأسقفيات ورياسات ديورة الرهبان والراهبات على أبنائهم الصغار، وأبنائهم غير الشرعيين، وجنودهم البواسل، ونسائهم الأثيرات. وإذا كانت قرارات الاصلاح الصادرة من مجمع ترنت لم تقبل بعد في فرنسا، فإن عدد الكليات اللاهوتية التي تعد القساوسة كان قليلاً؛ فكل شاب منذور يقرأ نص القداس اللاتيني ويتعلم مبادئ الطقوس يصلح لاختياره للكهنة، وكثير من الأساقفة الذين كانوا رجال دنيا يعيشون على هواهم قبل أن يكافئوا بمنصب الأسقفية عينوا لرعاية الشعب رجالاً حظهم من التعليم قليل ومن التقوى أقل. قال قسيس "لقد أصبح اسم القسيس مرادفا للجهل والفجور (2) ". وقال سان فانسان دبول "أن أعدى أعداء الكنيسة هم كهنتها غير الجديرين بالكهانة " (3).

وقد حاول الأب بوردواز علاج الجانب الخلقي للمشكلة بإنشائه "مجتمع القساوسة " (1610) وهو نظام تطلب من جميع قساوسة الأبرشية أن يعيشوا معاً عيشة البساطة والوفاء بنذورهم. وفي عام 1611 أسس الأب. برول "جماعة المصلى " على غرار مؤسسة شبيهة أقامها القديس فليب نيري في إيطاليا، وقد أصبحت مدرسة لاهوتية لتدريب شباب القساوسة على تعليم وتكريس أفضل وفي عام 1641 نظم الأب جان جاك أولييه الطريقة السلبيسية لاعداد الرجال للكهانة، وفي عام 1646 افتتح مدرسة القديس سلبيس اللاهوتية وكنيستها في باريس وفي عام 1643 ألف الأب جان (القديس يوحنا) أود "جماعة يسوع ومريم " لتأهيل الرجال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015