ومنذ ذلك الحين وإبليس وذريته في صراع دائم مع بني آدم؛ لصدهم عن الهدى، وحرمانهم من الخير، وتزيين الشر لهم، وإبعادهم عما يرضي الله؛ حرصا على شقائهم في الدنيا، ودخولهم النار في الآخرة.
ولكن الله - عز وجل - لم يخلق خلقه سدى، ولم يتركهم هملا، بل أرسل إليهم الرسل الذين يبينون لهم عبادة ربهم، وينيروا لهم دروب الحياة، ويوصلوهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، فأخبر - سبحانه - الجن والإنس أنه إذا أتاكم مني كتاب، أو رسول يهديكم لما يقربكم مني، ويدنيكم من مرضاتي فاتبعوه؛ لأن من اتبع هدى الله، وآمن بكتبه ورسله، وما جاء في الكتب، وما أمرت به الرسل فإنه لا يخاف، ولا يضل، ولا يشقى، بل تحصل له السعادة في الدنيا والآخرة.
وهكذا بدأت قصة البشرية، فعاش آدم ومن بعده ذريته عشرة قرون وهم على طاعة الله، وتوحيده، ثم حصل الشرك، وعُبِد غير الله مع الله؛ فبعث الله أول رسله وهو نوح - عليه السلام - يدعو الناس إلى عبادة الله، ونبذ الشرك.