فقال لي أبي: مالك لا تجيب! أتستطيع أن تكتم ما سأقوله لك؟
قلت: نعم.
قال: تكتمه حتى عن أمك وأقرب الناس إليك؟
قلت: نعم.
قال: اقترب مني. أَرهِفْ سمعك جيداً فإني لا أقدر أن أرفع صوتي؛ أخشى أن تكون للحيطان آذان تسمعني فتشي بي إلى ديوان التفتيش ... فيحرقني حياًً.
فاقتربت منه وقلت له: إني مُصغٍ يا أبت.
فأشار إلى الكتاب الذي كان على الرف وقال: أتعرف هذا الكتاب يا بني؟
قلت: لا.
قال: هذا كتاب الله.
قلت: الكتاب المقدس الذي جاء به يسوع ابن الله.
فاضطرب وقال: كلا؛ هذا هو القرآن الذي أنزله الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، على أفضل مخلوقاته وسيد أنبيائه، سيدنا محمد بن عبد الله، النبي العربي، صلى الله عليه وسلم.
ففتحت عيني من الدهشة، ولم أكد أفهم شيئاً.