(يدعو الناس)
عتبة (خطيباً): يا معشر قريش! إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمداً وأصحابه شيئاً، والله لئن أصبتموه لا يزال رجل منكم ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه وابن خاله ورجلاً من عشيرته. ارجعوا وخلّوا بين محمد وسائر العرب، فإن أصابوه فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك كفاكم ولم تعرّضوا منه ما تريدون. يا قوم! اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جَبُنَ عتبة، وأنتم تعلمون أني لست بأجبنكم. يا قوم! أطيعوني فإنكم لا تطلبون غير دم ابن الحضرمي وما أخذ من العير، وقد تحملت ذلك. يا معشر قريش! أنشدكم الله في هذه الوجوه التي تضيء ضياء المصابيح أن تجعلوها أنداداً لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات.
(يسكت عتبة ويلغط القوم لغطاً شديداً)
رجل: نِعِمّا يقول أبو الوليد!
آخر: هو والله الرأي.
آخر: عتبة سيد الناس فأطيعوه.
عتبة (لحكيم): انطلق إلى ابن الحنظلية.
(يذهب حكيم)
حكيم (لأبي جهل): إن عتبة أرسلني إليك لترجع بالناس، وهو يحمل دم حليفه ابن الحضرمي.
أبو جهل: أهو يقول هذا؟ والله لو قالها غيره لأعضضته.