أبو جهل: ما كذب قط، كنا نسميه «الأمين». لكن إذا كانت في بني عبد المطلب السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة، فأي شيء يكون لنا؟
الأخنس: أنت والله تحسده.
(يرجع الأخنس وبنو زهرة)
عمير بن وهب (قادماً): يا معشر قريش! لقد ذهبتُ في الوادي أحرز أصحاب محمد، أنظر هل للقوم كمين أو مدد، فأبعدت فلم أر شيئاً، وإنهم لثلاثمئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً. ولكني رأيت المطايا تحمل المنايا: نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، ألا ترونهم خرساً لا يتكلمون، يتلمظون تلمظ الأفاعي، لا يريدون أن ينقلبوا إلى أهليهم، زرق العيون كأنها الحصى تحت الجحف، ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم؟ والله ما نرى أن نقتل منهم رجلاً حتى يُقتل رجل منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم.
حكيم بن حزام (لعتبة): يا أبا الوليد! إنك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها، فهل لك إلى خصلة لا تزال تُذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟
عتبة: ما ذاك يا حكيم؟
حكيم: ترجع بالناس، وتحمل دم حليفك عمرو بن الحضرمي.
عتبة: هذا والله الرأي، فادعُ لي الناس.