نحن المسلمين!
ملكنا فعدلنا، وبنينا فأعلينا، وفتحنا فأوغلنا، وكنا الأقوياء المنصفين، سننّا في الحرب شرائع الرأفة، وشرعنا في السلم سنن العدل، فكنا خير الحاكمين، وسادة الفاتحين.
أقمنا حضارة كانت خيراً كلها وبركات، حضارة روح وجسد، وفضيلة وسعادة، فعم نفعها الناس، وتفيأ ظلالها أهل الأرض جميعاً. وسقيناها نحن من دمائنا، وشدناها على جماجم شهدائنا.
وهل خلت أرض من شهيد لنا قضى في سبيل الإسلام والسلام، والإيمان والأمان؟
* * *
نحن المسلمين!
هل تحققت المثل البشرية العليا إلا فينا؟
هل عرف الكون مجمعاً بشرياً (إلا مجمعنا) قام على الأخلاق والصدق والإيثار؟
هل اتفق واقع الحياة وأحلام الفلاسفة وآمال المصلحين، إلا في صدر الإسلام؟ يوم كان الجريح المسلم يجود بروحه في المعركة يشتهي شربة من ماء، فإذا أخذ الكأس رأى جريحاً آخر فآثره على نفسه ومات عطشان.
يوم كانت المرأة المسلمة يموت زوجها وأخوها وأبوها فإذا