قالت: لِمَ لمْ تُصَلِّ في مسجد رسول الله يا فرّوخ؟
قال: لقد صليت فيه، ورأيت عجباً. سمعت من رجل يدعونه ربيعة الرأي كلاماً ما كنت أظن أحداً يقول مثله؛ لكأنه - والله - كلام الأنبياء. لقد ندمت على أن أنفقت حياتي ولم أطلب علماً.
قالت: أيسرك أنك مثله وتخسر كل ما تملك؟
قال: نعم؛ إن ذلك ليسرني.
قالت: فإن كان ابنك مثله، أيسرك أن تكون أنفقت عليه مالك كله؟
قال: نعم؛ ذلك آثر عندي.
قالت: هو والله ابنك، وقد أنفقتُ عليه المال كله. ألا تشتريه بثلاثين ألف دينار؟
فوثب الرجل وهو يصيح: ابني؟ ربيعة الرأي ابني؟!
وخرج يفتّش عن ابنه كالمجنون.
* * *