قصص من التاريخ (صفحة 145)

وتعود إلى انتظار الركْب وتخيل اللقاء!

وفي ذات صباح ذهبت تسأل القادمين من خراسان وتصف لهم زوجها، فدنا منها رجل من القافلة وخبّرها أنه شاهده بعينه قتيلاً في معركة من المعارك. فرجعت محطمة يائسة، ولجأت إلى الله، فأراحها باليأس؛ واليأس إحدى الراحتين. فقنعت بابنها، ونذرت نفسها ومالها لتربيته وتنشئته على العلم والتقوى، ووضعت المال بين يديه ينفقه على نفسه وإخوانه في طلب العلم ويرحل به إلى الآفاق.

* * *

ومرت الأيام والسنون. وتبدلت الدنيا وتغيرت الدول، وأفل نجم بني أمية، ولكن البحر لا يزال يموج ويمتد ويغمر أرجاء من الأرض جديدة، فيحمل إليها الحياة والخصب وتعيش في ربيع دائم تحت راية القرآن.

وبلغ الفتح في الشرق أراضي الصين، فرفرف عليها علم الإسلام إثر معارك هائلة اصطرع فيها الحق والباطل صراعاً عنيفاً.

وفي عشية معركة من المعارك، خرجت منها الراية الإسلامية مظفرة منصورة وخفقت على بقاع جديدة طالما خفقت قلوب أهلها شوقاً إلى الحكم الإسلامي، انصرف المسلمون إلى المعسكر يؤدون في الليل واجب الذكر والعبادة كما أدّوا في النهار واجب الحرب والجهاد، ويعطون أجسادهم حقها من الراحة كما أعطوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015