قصص من التاريخ (صفحة 129)

إنها فاطمة بنت عبد الملك، بنت الخليفة، وأخت الخلفاء.

ولقد طمحت إليها - لما شبّت - أنظار فتيان أمية، فاختار لها أبوها فتى الفتيان، مَن التقى فيه مجد أمية وتقوى عمر، السيد الأموي النبيل، عمر بن عبد العزيز.

وانتقلت من قصر إلى قصر، ومن نعمة سابغة إلى نعمة سابغة، فزاد عيشها ترفاً ورغداً وزادت النعم عليها تدفقاً وازدحاماً.

* * *

كانت فاطمة في طرف المجلس مترفعة عمّن فيه، ليس لها أمل يستخفها وليست في نفسها حسرة على ضياع هذا الأمل تُحزنها. وإذا بصوتين يملآن جوانب القصر، صوت فيه الفجيعة والألم، وهو نعي أمير المؤمنين، وصوت فيه الخيبة لناس والبشارة لناس، وفيه الدهشة للجميع، هو إعلان تسمية أمير المؤمنين الجديد: عمر بن عبد العزيز!

وانتقلت فاطمة في لحظة من الطرف إلى الصدر. وكانت معتزلة لا يأبه لها أحد فصارت هي مطمح الأنظار، وغدا إليها مهوى القلوب، وتأخر نساء الأمراء لتتقدم امرأة الخليفة، وخرجن كلهن وراءها وقد كانت دخلت - لمّا دخلت - وراءهن جميعاً!

وعادت إلى قصرها، ورقص القصر من الفرحة وضحك بالنور، وكان يترقب عودة سيده، ليتم بعودته النعيم وتكمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015