قتلتموه؟ لا، لا أرى على وجوهكم سمات الوحشية. إني ألمح الشفقة على هذه الوجوه، فلماذا لا تردون عليّ ابني؟
فلا يفهمون منها شيئاً، فتعود إلى صراخها. حتى جاء رجل منهم يعرف لسانها فسألها: ومن هو ابنك أيتها المرأة؟
- ابني لويس ... لويس. أنا هيلانة. ردوه علي. أريد أن أقابل السلطان.
فأخذته الرحمة وتركها تمر ودلها على الطريق إلى خيمة السلطان فذهبت تعدو.
* * *
قال لها القاضي: ولكن السلطان الآن في شغل؛ يجب أن تنتظري ساعة.
- لا، لا. أتوسل إليك، أخاف أن يصيب ابني سوء فدعني أذهب إليه.
فقال لها القاضي: اذهبي مع هذا الرجل. وأمره أن يدعها ساعة في خيمة الأسرى حتى يستأذن لها على السلطان وينبئه نبأها. وظنت أنها في طريقها إلى السلطان فسارت صامتة مسرعة، فلما دخلوا بها الخيمة ورأت الأسرى عادت تصيح وتولول، فنبه صياحها الأسرى، ثم استفاض حتى بلغ خيمة السلطان، فبعث يطلبها.
وكان في أقصى الخيمة أسير اضطرب لمّا رآها ووجف قلبه،