قصص من التاريخ (صفحة 107)

كلمة من شيخ هزيل خافت الصوت، ليس معه إلا غلام، بعد محاكمة لم تستمر إلا دقائق. ولكنه سينذر وسيعود إلى القتال، أفتقوى سمرقند على ما عجزت عنه الممالك كلها؟

أترد صخورُ هذا المعبد سيلَ الحق الدافق وتأكل ظلمته نور الإسلام؟

لا؛ لقد قضى الله أن يمحو الفجرُ سُدْفةَ (?) الليل. لقد أطل على العالم يومٌ جديد، فلن نتوارى من نور هذا اليوم في ظلمة المعبد.

وأقبل يسأله أصحابه: ماذا تقولون؟

فيقول السمرقندي المسلم: أمّا أنا فلقد شهدت أنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

فيقول الكاهن: وأنا أشهد.

وتتزلزل سمرقند بالتكبير، ويعود الجيش المسلم إلى البلد المسلم؛ لم يبقَ حاكم ولا محكوم، ولا غالب ولا مغلوب. صار الجميع إخواناً في الله؛ لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لقوي على ضعيف، إلا بالتقوى والصلاح وخِلال الخير.

ودخلت سمرقند كلها في الإسلام، فلن تخرج منه أبداً.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015