هامها الثلج، عند القطبين، وتَنْفُذُ الآن كمال نفذت قبل قرون وستظل بعد قرون وقرون منها أن (العاقبة للتقوى) وأن للباطل صولة، ولكن الظفر للحق.
ولما قبضة رسول الله عليه صلاة الله، ارتد العرب عن دينه، أو أرادوا هدم ركن من أركانه هو الزكاة، وحسب ناس أنها نهاية الإسلام، فما هي إلا أن قام رجل واحد يهزُّ راية القرآن، ويضرب بسيف محمد حتى عاد المرتدون إلى الدين، وعاد الإسلام أقوى مما كان.
ويوم وقفت لنا أوربة كلها وكانت جيوش الصليبين أولها في القسطنطينية وآخرها في وسط أوربة، وتوالت الحملات، واشتد البلاء، وغدت لهم في الشام دول وإمارات، ولبثت القدس نفسها في أيديهم أكثر من تسعين سنة ثم كتب الله النصر للحق.
ويوم سال سيل المغول من الشرق، كما جاء سيل الصليبين من الغرب، وجرف الدول، وهدَّ العروس، وأخذ في طريقه أعظم مدن الأرض يومئذ: بغداد التي كان فيها