ولم يرخص في غيره.
حديث آخر: أخرج مسلم في "كتاب الأضاحي" (?) حديت مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن واقد، قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث". قلت: وهذا مرسل، فإن عبد الله بن واقد تابعي، يروي عن عبد الله بن عمر وغيره، وهو عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، -رضي الله عنهم-، ولم يحتج مسلم بهذا المرسل، إنما احتج بباقي الحديث، وهو قول عبد الله بن أبي بكر بن حزم: فذكرت ذلك لعمرة، فقالت: صدق، سمعت عائشة، تقول: دَفّ أهل أبيات من أهل البادية، حضرة الأضحى، زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله: "اذخروا ثلاثا ... " الحديث. وهذا مسند، ولا يخفى على من له أنس بعلم الرواية، أن هذا المسند من هذا الحديث، هو الذي احتج به مسلم. وقد رواه القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة به، لم يذكر فيه عبد الله بن واقد. وكذلك رواه يحيى القطان، عن مالك أيضًا. وأخرجه أبو داود في "سننه" (?) عن القعنبي كذلك، وأخرجه النسائي أيضًا في "سننه" (?) عن عبيد الله بن سعيد، وهو أبو قدامة السرخسي، عن يحيى، وهو القطان -فيما علمت- عن مالك كذلك.
وأما المرسل الذي في أوله، فإنه متصل في كتاب مسلم، من حديث ابن عمر وغيره، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقولها: "دَفّ أهل أبيات": معناه: ساروا سيرا رفيقا في جماعة، والدَّفّ السير ليس بالسريع في جماعة.
وقولها: "حضرةَ الأضحى" بإسكان الضاد: أي وقته وحينه، وقد قيده بعضهم بفتحها، والمعنى واحد. قاله القاضي، أبو الفضل اليحصبي. والله أعلم.
حديث آخر: وأخرج في "كتاب الصلاة" حديث مِسْعَر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن مسعود "اقرأ علي"، فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ ... الحديث، وقال في آخره: قال مسعر: فحدثني معن، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "شهيدا عليهم ما دمت فيهم، أو ما كنت فيهم" شك مسعر.