عنهما -عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان في وصية نوح عليه السلام: يا بني إني موصيك ومقصر عليك الوصية كي لا تنسى؛ أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، فأما اللتين أوصيك بهما، فإني رأيت الله عز رجل وصالح خلقه يستبشرون بهما، ورأيتهما يكثرون الولوج على الله عز وجل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فإنه لو عدلت السموات والأرض في كفة لوزنتهن، ولو كن في حلقة لقصمتها حتى يلجن على رب العالمين، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزقون، إن استطعت يا بني أن لا يزال لسانك رطباً بهما فافعل؛ وأما اللتين أنهاك عنهما فالشرك والكبر" (?). هذا حديث يرتفع بالمتابعات والشواهد إلى جواز العلم به، رجاله ثقات إلا إسحاق ابن إبراهيم الحنيني، وكان ذا عبادة وصلاح، وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال البخاري: فيه نظر، وضعفه النسائي، ولم ينفرد به الحنيني، فقد رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من رواية حماد بن زيد وجرير بن حازم كلاهما عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن نوحاً لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال: إني قاصر عليكما الوصية، آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين" فذكره، وفي آخره: "وآمركا بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبهما يرزق كل شيء" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن