السابع: أن إخوة "يوسف" قالوا اطرحوه أرضاً، والأرض أم الآدمي ومقره، فلم يلق بمضيعة، وموسى رمي في البحر فلم يكن له بد من هلكة أو نجاه، فكانت النجاة السابقة في علم الله.
وأقرب منه أنا كنا يوماً بمحرس الكومين بالثغر (?) حرسها الله، فسئل "الفهري" (?) عن قوله: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} في سورة الأنعام (165).
وقال: {لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} في الأعراف (167) بزيادة اللام، فما الحكمة في ذلك؟ فقال: "الفهري" إن الله سبحانه أخبر في سورة الأنعام أنه جعل الخلق خلائف الأرض ليبتليهم، ووعدهم وتوعدهم، وأمهلهم إلى الدّار الآخرة ولم يهملهم، وأخبر في سورة (الأعراف) عن بني إسرائيل وما اقتحموه وما نزل بهم في الحال، وعجل لهم من العذاب فأكده باللام لما كان فيه من سرعة الجزاء وتعجيل العذاب (?).
وقد أخذ قوم هذا القصد في طريق السؤال، وعلى فنّ من الفقه فقالوا ما الحكمة في أن الله تبارك وتعالى بدأ كتابه بحمد نفسه، وقد نهى أن يحمد أحد نفسه؟.
وهذا قشر من لباب هذه الأسئلة، وفن فقهي في جمع المتعارض