وخرجت حينئذٍ إلى عسقلان (?) متساحلاً، فألفيت بها بَحْرَ أدَب يَعُبُّ عُبَابُهُ، وَيغُبُّ (?) مِيزَابُهُ، فأقمت بها لا أرتوي منه نحواً من سِتةِ أشهر، فلما كان في بعض الأوان، كنت منقلباً عن بعض الإخوان إلى أن جئت لَقَم (?) طريق وقد امتلأ بالناس وهم مُنْقَصِفُونَ (?) على جارية تغنِّي في طاق (?)، فوقفت أطلب طريقاً أو أفكر في المشي على غيره وهي تترنَّمُ للتِّهَامي (?):
أقُولُ لَهَا وَالعِيسُ تَحْدِجُ لِلنوى ... أعِدي لِفَقْدي مَا اسْتَطَعْتِ مِنَ الصبْر
ألَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ أن لَيَالِيَا ... تَمُرُّ بِلَا نَفْعٍ وتُحْسَبُ مِنْ عُمُرِي
فقلت لنفسي: محمد، هذا بشهادة الله وحي صوفي وهاتف ديني،