البطالات، ولما خلق الِإنسان من نَتَنٍ وَقَذَرٍ بسابق القَدَرِ، ثم حُلِّي بعقل وسمع وبصر، كانت الرذيلة صفة لازمة، وعادت الفضيلة مكتسبة، وقد خلق على الفطرة، وصار من أصل يكون عليه، وفرع يعاد إليه.
وكان من حسن قضاء الله أني كنت في عنفوان الشباب وريان (?) الحداثة، وعند ريعان (?) النشأة، رتب لي أبي (?) - رحمه الله - معلماً لكتاب الله، حتى حذقت (?) القرآن في العام التاسع، ثم قَرَنَ بي ثلاثةً من المعلمين، أحدهم هو لضبط القرآن بأحرفه السبعة التي جمعها الله فيه، وَنَبَّهَ الصادق - صلى الله عليه وسلم - عليها في قوله: "أُنْزِلَ القرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرفٍ" (?) في تفصيل فيها.