".. القرآن وحي من الله، لا يدانيه اسلوب البشر، وهو في الوقت عينه، ثورة عقيدية، هذه الثورة العقيدية لا تعترف - لا بالبابا ولا اى مجمع لعلماء الكهنوت والقساوسة، حيث لم يشعر الاسلام يوما بالخشية والهلع من قيام مبدأ التحكيم العقلي الفلسفي. فاذا قارنا الاسلام باليهودية والمسيحية نجد بعض الخطوط المميزة والتي لا تبدو مطابقة تماماً خاصة مع المسيحية.. فالنظام المسيحي اليهودي يخالف الاسلام حيث لا يوجد فراغ بين الخالق والخلق البشري، هذا الفراغ لدى اليهود والمسيحيين ملئ بالواسطة.. ولا شئ من هذا يتفق مع الاسلام. فمحمد صلى الله عليه وسلم مع كونه مبعوثاً ورسولاً من لدن الله لم يتظاهر بانكار دعوات كل من موسى وعيسى، كل مجهوده انحصر في تنقيتهما على ما جاء في القرآن، الذي وضع في العام الاول مهاجمة مبدأ الثلاثية منبهاً إلى ان عيسى ليس سوى رجل ابن مريم وليس بابن الله والقول بان الله له ولد، هذا شرك كبير تنشق له السماء وتنفتح له الارض وتنسحق له الجبال. اما روح القدس فما هو الا بمثابة ملاك مثل جبريل دوره هو ان ينقل إلى عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم الدعوة المقدسة، اما مريم فهى مريم العذراء وليست بام الله.." (?)