"لقد حقق القرآن معجزة لا تستطيع اعظم المجامع العلمية ان تقوم بها، ذلك انه مكّن للغة العربية في الارض بحيث لو عاد احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الينا اليوم لكان ميسوراً له ان يتفاهم تمام التفاهم مع المتعلمين من اهل اللغة العربية، بل لما وجد صعوبة تذكر للتخاطب مع الشعوب الناطقة بالضاد. وذلك عكس ما يجده مثلاً احد معاصري (رابيليه) من اهل القرن الخامس عشر الذي هو اقرب الينا من عصر القرآن، من الصعوبة في مخاطبة العدد الاكبر من فرنسيّى اليوم" (?)
".. احسّ المشركون، في دخيلة نفوسهم، ان قد غزا قلوبهم ذلك الكلام العجيب الصادر من اعماق قلب الرسول الملهم صلى الله عليه وسلم وكلهم كثيراً ما كانوا على وشك الخضوع لتلك الالفاظ الأخاذة التى ألهمها ايمان سماوي، ولم يمنعهم عن الاسلام الا قوة حبهم لأعراض الدنيا.." (?)
"ان معجزة الانبياء الذين سبقوا محمداً كانت في الواقع معجزات وقتية وبالتالي معرضة للنسيان السريع. بينما نستطيع ان نسمي معجزة الآيات القرآنية: (المعجزة الخالدة) وذلك ان تأثيرها دائم ومفعولها مستمر، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان ان يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة في كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي احرزه الاسلام، ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الاوروبيون لانهم يجهلون القرآن، او لانهم لا يعرفونه الا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلاً عن انها غير دقيقة". (?)
"ان كان سحر اسلوب القرآن وجمال معانيه، يحدث مثل هذا التأثير في نفوس علماء لا يمتون إلى العرب ولا إلى المسلمين بصلة، فماذا ترى ان يكون من قوة الحماسة التى تستهوى عرب الحجاز وهم الذين نزلت الآيات بلغتهم الجميلة؟ … لقد كانوا لا يسمعون القرآن الا وتتملك نفوسهم انفعالات هائلة مباغتة، فيظلون في مكانهم وكأنهم قد سمّروا فيه. أهذه الايات الخارقة تأتي من محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الامي الذي لم ينل حظاً من المعرفة؟.. كلا ان هذا القرآن لمستحيل ان يصدر عن محمد، وانه لا مناص من الاعتراف بان الله العلي القدير هو الذي املى تلك الايات البينات.." (?)
"لا عجب ان نرى النبى الامي يتحدى الشعراء، ويعترف لهم بحق نعتهم له بالكذب، إن أتوا بعشر سور من مثله، فقد آمن بعجزهم عن ذلك". (?)