".. ان العقل يحار كيف يتأتي ان تصدر تلك الآيات عن رجل امي وقد اعترف الشرق قاطبة بانها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظاً ومعنى. آيات لما سمعها عقبة ابن ربيعة حار في جماها، وكفى رفيع عبارتها لإقناع عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فآمن برب قائلها، وفاضت عين نجاشيّ الحبشة بالدموع لما تلى عليه جعفر بن ابى طالب سورة زكريا وما جاء في ولادة يحيى وصاح القسس ان هذا الكلام واردٌ من موارد كلام عيسى (عليه السلام) .. لكن نحن معشر الغربيين لا يسعنا ان نفقه معاني القرآن كما هي لمخالفته لافكارنا ومغايرته لما ربيت عليه الامم عندنا، غير انه لا ينبغي ان يكون ذلك سبباً في معارضة تأثيره في عقول العرب، ولقد اصاب (جان جاك روسو) حيث يقول: (من الناس من يتعلم قليلاً من العربية ثم يقرأ القران ويضحك منه ولو انه سمع محمداً صلى الله عليه وسلم يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وصوته المشبع المقنع الذي يطرب الاذان ويؤثر في القلوب.. لخرّ ساجداً على الارض وناداه: ايها النبي رسول الله خذ بيدنا إلى مواقف الشرف والفخار او مواقع التهلكة والاخطار فنحن من اجلك نودّ الموت او الانتصار) .. وكيف يعقل ان النبي صلى الله عليه وسلم الّف هذا الكتاب باللغة الفصحى مع انها في الازمان الوسطى كاللغة اللاتينية ما كان يعقلها الا القوم العالمون.. ولو لم يكن في القرآن غير بهاء معانيه وجمال مبانيه لكفى بذلك ان يستولي على الافكار ويأخذ بمجامع القلوب.." (?)
"اتى محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن دليلاً على صدق رسالته، وهو لا يزال إلى يومنا هذا سرّاً من الاسرار التي تعذر فك طلاسمها ولن يسبر غور هذا السر المكنون الاّ من يصدق بانه منزل من الله.." (?)
".. قد نرى تشابهاً بين القرآن والتوراة في بعض المواضع، الا ان سببه ميسور المعرفة.. إذا لا حظنا ان القرآن جاء ليتممها، كما ان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين" (?)