فيض القدير (صفحة 2729)

2714 - (أنتم أعلم بأمر دنياكم) مني وأنا أعلم بأمر أخراكم منكم فإن الأنبياء والرسل إنما بعثوا لإنقاذ الخلائق من الشقاوة الأخروية وفوزهم بالسعادة الأبدية وفيه أنشدوا:

إن الرسول لسان الحق للبشر. . . بالأمر والنهي والإعلام والخبر

هم أذكياء ولكن لا يصرفهم. . . ذاك الذكاء لما فيه من الغرر

ألا تراهم لتأبير النخيل وما. . . قد كان فيه على ما جاء من ضرر -[51]-

هم سالمون من الأفكار إن شرعوا. . . حكما بحل وتحريم على البشر

قال بعضهم: فبين بهذا أن الأنبياء وإن كانوا أحذق الناس في أمر الوحي والدعاء إلى الله تعالى فهم أسرج الناس قلوبا من جهة أحوال الدنيا فجميع ما يشرعونه إنما يكون بالوحي وليس للأفكار عليهم سلطان

(م عن أنس) بن مالك (وعائشة) قالا: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم يلقحون فقال: لو لم تفعلوا لصلح فخرج شيصا فذكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015