فيض القدير (صفحة 2616)

2601 - (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك) أي وإن لم يكن صاحبه (ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يجذيك) بجيم وذال معجمة أي يعطيك (وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة) أي أنك إن لم تظفر منه بحاجتك جميعا لم تعدم واحدة منها إما الإعطاء وإما الشراء وإما الاقتباس للرائحة وكذا يقال في قوله (ونافخ الكير) بعكس ذلك وذلك أنه (إما أن يحرق ثيابك) بما تطاير من شرار الكير (وإما أن تجد) منه (ريحا خبيثة) والمقصود منه النهي عن مجالسة من تؤذي مجالسته في دين أو دنيا والترغيب في مجالسة من تنفع مجالسته فيهما وفيه إيذان بطهارة المسك وحل بيعه وضرب المثل والعمل في الحكم بالأشياء والنظائر وأنشد بعضهم:

تجنب قرين السوء واصرم حباله. . . فإن لم تجد منه محيصا فداره

والزم حبيب الصدق واترك مراءه. . . تنل منه صفو الود ما لم تماره

ومن يزرع المعروف مع غير أهله. . . يجده وراء البحر أو في قراره

ولله في عرض السماوات جنة. . . ولكنها محفوفة بالمكاره

(ق عن أبي موسى) الأشعري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015