فيض القدير (صفحة 10127)

من شرح المركز لزوائد الجامع الصغير: قال النووي في شرح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: (آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة) أما (يكبو) فمعناه: يسقط على وجهه. وأما (تسفعه) فهو بفتح التاء وإسكان السين المهملة وفتح الفاء ومعناه: تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرا. قوله صلى الله عليه وسلم: (لأنه يرى ما لا صبر له عليه) كذا هو في الأصول في المرتين الأوليين. وأما الثالثة: فوقع في أكثر الأصول (ما لا صبر له عليها) وفي بعضها (عليه) وكلاهما صحيح ومعنى (عليها) : أي: نعمة لا صبر له عليها أي: عنها. قوله عز وجل: (يا ابن آدم ما يصريني منك) هو بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة ومعناه يقطع مسألتك مني. قال أهل اللغة: (الصري) بفتح الصاد وإسكان الراء هو القطع وروي في غير مسلم (ما يصريك مني) قال إبراهيم الحربي: هو الصواب وأنكر الرواية التي في صحيح مسلم وغيره (ما يصريني منك) وليس هو كما قال بل كلاهما صحيح؛ فإن السائل متى انقطع من المسئول انقطع المسئول منه والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك. والله أعلم. (تصويب) : في المتن مايعريني وهو خطأ وليس عند مسلم ولا أحمد ولا غيرهما وإنما ما يصريني بالصاد المهملة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015