فيض القدير (صفحة 10121)

من شرح المركز لزوائد الجامع الصغير: الحديث رواه الترمذي (2088) ولفظه: عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من وعك كان به فقال: أبشر فإن الله يقول هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون حظه من النار " قال الحافظ في الفتح: في قول البخاري: (باب الحمى من فيح جهنم) بفتح الفاء وسكون التحتانية بعدها مهملة والمراد سطوع حرها ووهجه. واختلف في نسبتها إلى جهنم؛ فقيل حقيقة واللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم وقدر الله ظهورها بأسباب تقتضيها ليعتبر العباد بذلك كما أن أنواع الفرح واللذة من نعيم الجنة أظهرها في هذه الدار عبرة ودلالة. وقد جاء في حديث أخرجه البزار من حديث عائشة بسند حسن وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد وعن أبي ريحانة عند الطبراني وعن ابن مسعود في مسند الشهاب " الحمى حظ المؤمن من النار " وهذا كما تقدم في حديث الأمر بالإبراد أن شدة الحر من فيح جهنم وأن الله أذن لها بنفسين وقيل: بل الخبر ورد مورد التشبيه والمعنى أن حر الحمى شبيه بحر جهنم تنبيها للنفوس على شدة حر النار وأن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها وهو ما يصيب من قرب منها من حرها كما قيل بذلك في حديث الإبراد والأول أولى والله أعلم. ويؤيده قول ابن عمر في آخر الباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015