في نظره، أي على لسان التلميذ الملون الذي يقول للأستاذ الأوروبي: إِنك علمتني الكلام كي تتيح لي أن ألعنك به!!.

وعبارة كهذه تشبه إلى حد كبير ما يقوله المستعمرون عن ((الأهالي)) الذين تتاح لهم فرصة التعلم في الكليات الأوروبية، ((إننا نعطي لهؤلاء عصينا كي يجلدونا بها)).

ولكن رغم هذه العبارات، نجد أن النخبة الملونة تتكلم غالب الأحيان في الكتاب لغة كلبيان، (الرجل المقيد بمركب التبعية) وتطالب في النهاية بالطوق وبالعقال: رمزيْ ((التبعية)).

ولكن على تقدير أن هذه العناصر التحليلية تدخل حقيقة فيما يسميه الكاتب ((الموقف الاستعماري))، فهل يوحي الكتاب بطريقة حل وبوسائل الحل لمعالجة هذا الموقف؟.

وقد يتساءل فعلا الكاتب نفسه في نهاية الدراسة: ماذا نفعل؟ ويرد على نفسه بجواب يستقيه من فكرة بداغوجية لفرويد، فيقول: ((ومهما نفعل، فإننا لا نصيب في الموضوع)).

ولكن الموقف يخلق ضرورة مواجهته بصورة ما، مهما يكن فيها من الغموض، ولا شك أن تلك الصورة ستنتج من الاتجاهين اللذين اتجه إِليهما التحليل في الكتاب.

ففي اتجاه ابن المستعمرات، يقترح الكاتب تحرير شخصيته من دوافع التبعية، وبعث الروح الديمقراطي في المجتمع الذي يتصف بالتبعية.

فيعرض الكاتب من أجل ذلك عدداً من التوجيهات يراها مناسبة لهذا الغرض المزدوج.

ولكن هذه التوجيهات تبقى كلها، في نظر الكاتب، رهينة وسائل وإمكانيات تقع تحت تصرف الاستعمار، ((لأن المجتمع الاستعماري لا يترك للكائن المستعمر إلا تبعيته)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015