الكتاب الذين لا يستطيعون أن ينظروا إلى الإنسان، دون أن يحاولوا هتك حرمته والمس بعرضه، مثل زملائهم، أولئك الفنانين والمخرجين السينمائيين، الذين لا يلقون نظرتهم على الحياة الإنسانية، دون أن ينزعوا عنها برقع حيائها، فتراهم يركزون عدسات كامراتهم، على أكوام المزابل والنقائص والأسمال والجروح الضي تنز ..... بدعوى أنهم يخرجون أفلاماً للالستعلامات! ... أو أنهم واقعيون.
فكم نشعر باحتقار هؤلاء الأدباء والفنانين للإنسان لأنهم يقدرونه بتقدير ((الكم)). هذا ((الكم)) الذي أراد أن يعبر عنه بلغته مخرج أمريكي مقتدر، في فيلم أخرجه أخيراً يقول أحد أبطاله في حوار مؤثر: إنما الإنسان نقطة حقيرة على وجه الأرض. فكل تقدير ((كمي)) هو في الواقع تقدير لشيء لا قيمة له، أي لمجرد نقطة، وما النجمة الضخمة من حيث ((الكم)) إلا نقطة تراها أعيننا في السماء، هذا إن كانت مرئية، وأحياناً تكون ((لا شيئاً)) إن لم تكن مرئية!.
أما الإسلام فقد أعطى للإنسان كل حجمه في ضمير المسلم، لأنه وضع قيمته في هذا الضمير، لا على تقدير الكم ولكن على أساس غيبي يجعلها قيمة لا متناهية.
ولا نقول أن ليس من يقدر الإِنسان هذا التقدير من غير المسلمين فلا شك أن الدكتور خالدي قد أصاب فيما لاحظ من تقدير إنساني في لهجة نهرو الذي يبدو أنه يعطي هو الآخر للإنسان كل حجمه وكل التقدير. إنني لا أدري إذا كانت لغة الأردو، التي يتكلم بها رئيس حكومة الهند قد صاغت المصطلح الذي يعبر عن فلسفة الانسان، ولكن لا أشك في أن ضميراً صاغته تعاليم غاندي لابد أنه يحتوي هذا المفهوم.
ومهحما يكن الأمر، فإن هذا المفهوم يستحق، بكل تأكيد، أقصى ما يمكن من الوضوح، في عصر بدأت فيه الإنسانية تقرر مصيرها في مستوى الكرة الأرضية.
ولا شك أن المجهودات المبذولة اليوم في الغرب، مثل ما نشاهد في كتاب المسيو