في مهب المعركه (صفحة 167)

كحلف بغداد وهذا يجعلنا نتساءل ما إذا كان المرحوم أبو الكلام آزاد قد اختار البقاء بنيودلهي ليبقى وفيا لطريقة الساتياجراها التي حررت البلاد؟

ومهما يكن الأمر فرومان رولان لم يشرك أحدا من المسلمين في أمر الساتياجراها وفي رسالة الهند على وجه العموم، وليس من المتيسر أن نضيف أحدا إلى قائمة أبطال الفكرة في العالم دون أن نخل شيئا ما بقداسة التقليد الذي نشأ من إشعاع الفكرة، لا نستطيع إفممافة أي اسم لهذه القائمة الخالدة حتى ولو اسم تولستوي، مع أنه كان في طليعة هذه الدعوة- دعوة السلام- بل كان أول داعية وأول مبشر بها، بحيث يمكن اعتباره، با لنسبة إلى غاندي وإلى الساتياجراها بمثابة يحيى المعمدان بالنسبة إلى دعوة المسيح.

ولكن فلنحدد أولا دخول هذه الفكرة في تاريخ العالم. وهنا يمكن، بل يجب، أن نعتبر خطواتها الأولى في التاريخ، تلك الرحلة التي قام بها في أوائل هذا القرن قبل غاندي ومدرسته فيفيكانندا حول العالم، وزيارته إلى أمريكا الشمالية على وجه الخصوص، إذ ذهب هذا الشاب- والفيلسوف المتصوف- لينشر دعوته، الدعوة إلى ((قداسة الإِنسان)) هذا المذهب الذي سيكرس طاغور، فيما بعد، حياته للدفاع عنه، والتبشير به، وكانت هذه الرحلة أول بلاغ لرسالة الهند في العالم.

ولكن هذه الصرخة غير المنتظرة، وغير المألوفة. لم تثر إلا اهتمام بعض الاوساط المهتمة بما يسمى علم الأرواح و ((الإِلهيات)) حتى أن صرخة فيفيكانندا: (إلهي!! إِليك الفقراء من كل وطن ومن كل جنس!) ... هذه الصرخة الرائعه التي تعبر في أعماق ضمير ممتاز عن مذهب يدين بخدمة الإِنسان، يدين بفكرة من يقول: إذا أردت أن تجد الله فاخدم الإنسان .. هذه الصرخة مرت مع خطوات الزائر دون أن تترك صدى كبيراً في الضمير الأمريكي، ولم يسجل لها أثر في التاريخ، سوى أثر تلك الفتاة الأمريكية التي اعتنقت المذهب، وسارت وراء خطوات صاحبه، كما ستسير فيما بعد، تلك الفتاة الانجليزية، مسز سلاد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015