في مهب المعركه (صفحة 165)

رُومَان رُولَان وَرِسَالَةُ الْهِنْدِ

الشاب المسلم في 26/ 6/ 1953

ــــــــــــــــــــــــــ

إن القرن العشرين يحفظ، في أعماق ضميره، الأفكار التي زرعها في التاريخ ويحفظ معها أسماء الزراع الكبار الذين زرعوها.

كأنما ثمة معبد تحفظ فيه الأفكار الخالدة، ويدخل فيه أيضا إلى الخلد أصحاب تلك الأفكار، كما فعل أهل الكهف أولئك الفتية المؤمنون، حين أووا إلى كهف الخلد بعد أن كانوا شهود هذا الزمن، والرسل الذين بلغوه رسالة الهند.

فعندما تنزل هاتان الكلمتان من القلم على القرطاس، يأتي وراءهما حشد من الاسماء الجليلة، نذكر طبعا من بينها غاندي .. طاغور .. وإذا ما أوغلنا فسنذكر فيفيكانندا، وربما ذكرنا معه أستاذه راما كريشنا.

لكن حافظ المعبد ربما أضاف إلى هذه الاسماء اللامعة اسم شري نهرو، ذلك الرجل الذي يسير في طريقهم اليوم، ويحتذي حذوهم، ذلك التلميذ الذي لا يزال على قيد الحياة وفياً للأستاذ، غاندي، حتى في موكب التتويج يوم تتويج الملكة اليزابيت حيث نراه يسير في هذا الموكب العظيم، دون أن تصحبه أية أبهة عسكرية، كتلك الابهة التي رافقت من سار معه من ممثلي دول الكمونولث، فكان بذلك يعلن فكرة اللاعنف بصورة رمزية، في حدث هام من أحداث الحياة الدولية.

ولقد تراودنا الفكرة، إِذا ما كنا مسلمين، أن نتساءل: هل من بين هؤلاء الزراع لفكرة اللاعنف، وهؤلاء الشهود الكبار الذين أووا إلى الكهف في القرن العشرين، هل من بينهم مسلمون؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015