في مهب المعركه (صفحة 155)

وِحْدَةُ الثَّقَافَةِ فِي الْهِنْدِ

الجمهورية الجزائرية في 18/ 12/ 1953

ــــــــــــــــــــــــــ

لقد اطلعنا في أحد أعداد ((لوموند)) الأخيرة على صدى مناقشة دارت، في المنبر العام بهذه الصحيفة على جانب من اللياقة والكياسة دون أن تضيع فائدتها الفكرية، إذ تناولت، كموضوع، تفسير فكرة ((الساتياجراهة)) أو طريق الحقيقة، أي الطريقة التي اتبعها غاندي في النضال ضد الاستعمار الانجليزي.

فالقارئ الفرنسي يتهم غاندي بأنه يتبع في الحقيقة سياسة الفرص أي سياسة انتهازية في نظره، وربما جنح إلى العنف لو سمحت به الظروف أو اقتضاه الموقف.

لكن قارئاً هندياً يرد بكل حرارة، على هذا الاتهام، الذي يعطي لبطل الساتياجراهة واللاعنف صورة الرجل ذي الوجهين.

من يقرأ هذه السطور يشعر بأنها تتضمن أكثر من مجرد مناقشة بين رجلين، وإدلاء كل منهما برأيه في قضية معينة، إنها تعبر في الواقع، عن مقابلة ومقارنة، بين شخصين محددين، بين مركَّبين معينين، مقارنة مباشرة، وإن كانت غير متنظرة، تطرح فجأة على بساط النقاش قضية في غاية الأهمية، لأنها تتصل بمشكلة الثقافة من حيث الوفاء للمبادئ بصورة مطلقة، أو حسب الظروف أو بعبارة أخرى من حيث وحدة مبرراتها أو تنوعها حسب الظروف في مجتمع معين، وتشعرنا هذه المناقشة، عن طريق المشاهدة تقريباً بحدة هذه القضية في العالم، وتعطينا فكرة، مهما يكن فيها من الوضوح أو الغموض، عن موقف الإنسان الهندي إزاءها.

ولقد سبق لنا في مقالة نشرت (?) منذ أشهر، أن بينا بقدر الإمكان ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015