فهو كسنّي يرى ما يراه أهل السنة، ويعتقد بكل ما يقررونه من مسائل علم الكلام، فيعرض لمذهب المعتزلة عند كل فرصة، بذكر أقوالهم والردّ عليها، ردا لا يراه البعض شافيا ولا كافيا، حتى قال فيه الحافظ بن حجر: «وكان يعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويقصر في حلّها حتى قال بعض المغاربة: «يورد الشبهة نقدا ويحلّها نسيئة» (?)
تراه في كتابه يستطرد لذكر المسائل الأصولية، والنحوية، والبلاغية، وإن كان لا يتوسع في ذلك توسعه في مسائل العلوم الكونية والرياضية.
كما أنه يذكر مذاهب الفقهاء في كل آية من آيات الأحكام، مروجا مذهب الشافعي الذي يقلّده- بالأدلة والبراهين.
فهو يعرض كثيرا لأقوال الفلاسفة، ويرد عليهم ويفنّد أقوالهم. بصياغة تتفق ونمط استدلالاتهم العقلية في كل بحث إلهيّ، بما يؤكد تأييده لمذهب أهل السنّة، مكثرا من الاستطراد إلى العلوم الرياضية والطبيعية، وغيرها من العلوم الحادثة في الملّة، على ما كانت عليه في عهده، كالهيئة الفلكية وغيرها.
وهذا واضح من مقدمة تفسيره، حيث لا يسعك إلا أن تحكم على الفخر