وهذا الجدل لا يقدم ولا يؤخر، بل المهم هنا هو أن هؤلاء اليهود جابهوا الرسول بقولهم إن قلوبهم غلف لا سبيل لها للاستماع إلى دعوته، وكان ذلك عنادا وكفرا، لعنهم الله عليه.

فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ هؤلاء الناس- برغم ادعائهم الإيمان- لا يؤمنون إلا بالقليل مما أنزله الله عليهم.

ويجوز أن تكون القلة بمعنى العدم، كما يقال: قليلا ما يفعل، بمعنى لا يفعل البتة. قال الكسائي: تقول العرب: مررنا بأرض قليلا ما تنبت، يريدون لا تنبت شيئا.

89 - وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .... الآية

كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هو القرآن مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ يؤيد لهم صدق دينهم، ويدعوهم إلى دين الإسلام وهو المكمل لرسالات السماء التي سبقته، جاء يبني عليها، وينقل العالم إلى مرحلة جديدة، مبنية على الإقرار بما سبق نزوله على الأنبياء، متضمنة مبادئ جديدة جاءت لمصلحة الإنسانية بعد أن قطعت مرحلة طويلة من تاريخها.

وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا قيل في سبب النزول وجوه. أحدها: أن اليهود من قبل مبعث محمد ونزول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015