«فنون الافنان في علوم القرآن»، والثاني هو «المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن» وألف أبو شامة المتوفى عام 665 هـ كتابا أسماه المرشد الوجيز، فيما يتعلق بالقرآن العزيز.

وقبل ذلك ظهرت كتب حول علوم القرآن لم تصل الينا، أو لم تلق شهرة واسعة بين الباحثين.

وقد نشر المستشرق آرثر جفري (?) مقدمتين في علوم القرآن يرجع تأليف إحداهما إلى عام 425 هـ، وأما الثانية فترجع إلى النصف الأول من القرن السادس الهجري، وهي من تأليف ابن عطية الغرناطي المتوفي حوالي عام 543 هـ.

والواقع أنّ مفهوم علوم القرآن، كما ندرسها اليوم قد تبلور في القرن الثامن على يد الزركشي المتوفي عام 794 هـ، صاحب «البرهان في علوم القرآن»، ثم تبعه في التأليف بشيء من الإيجاز جلال الدين السيوطي صاحب الإتقان في علوم القرآن، وهو من رجال القرن التاسع وقد توفي في مفتتح القرن العاشر عام 916 هـ.

وقد اشتهر كتابه شهرة واسعة بين الدارسين.

ولقد أصبح مفهوم علوم القرآن مجموعة من الدراسات القرآنية تتعلق بتاريخ القرآن، وما يتصل به من دراسات لا بد من الإلمام بها قبل دراسة نصه والإقدام على تفسيره. فمن هذه المسائل نزول القرآن وجمعه وتدوينه، ومصاحف الصحابة ثم مصحف عثمان ورسمه، ومسائل تتعلق بالنص القرآني مثل الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، فهذه الدراسات تعتبر بمثابة مقدمة لدراسة القرآن والإقدام على تفسيره واستنباط الأحكام من ثنايا آياته. فهذا هو المعنى الخاص لمصطلح علوم القرآن في عصرنا هذا. وفيه ألف عدد من المؤلفين المحدثين يجيء في مقدمتهم الشيخ طاهر الجزائري صاحب التبيان في علوم القرآن. كما أن المستشرقين ألفوا كتبا كثيرة في هذه الموضوعات لا تخلو من الدس والميل مع الهوى. لكنّ هذا الاتجاه بدأ يضعف في العصور الحديثة ليحلّ محله ميل إلى الإنصاف والالتزام بعدالة الأحكام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015