وقد أصاب المسلمين - قديما وحديثا - ما أصابهم من أذى واضطهاد من أجل عقيدتهم في دينهم، ولكن هل صدهم عنها هذا الذي لاقوه في سبيلها؟ كلا والله فإنهم تمسكوا بها وازدادوا حبا لها، وإيمانا بها، ودفاعا عنها، ونصرة لها.

وبهذه المواقف الشجاعة تنتصر - دائما - عقيدة الحق على عقيدة الباطل فمهما ازداد الطاغون في طغيانهم إلا وقابلهم المستضعفون بثباتهم على عقيدتهم وإيمانهم بها إلى أن ينصر الله أهل تلك العقيدة الحقة - بعد الامتحان لهم بما يصيبهم في سبيلها - على أهل عقيدة الباطل والضلال والوثنية الباطلة وقد لحق ضعفاء المسلمين من أقوياء المشركين شيء كثير من العذاب والاضطهاد - وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فالظالمون يزدادون كل يوم عتوا وطغيانا، والمؤمنون عددهم في نمو وازدياد وصبر وثبات وتحمل لأذى المشركين، حتى كانت الهجرة إلى المدينة المنورة، وبعدها جاء النصر من عند الله للحق على الباطل، ودارت الدائرة - كما هو الشأن في مثل هذا - على البغاة والمفسدين أعداء الحق وأنصار الباطل.

ومن الذين أصابهم اضطهاد مشركي قريش وجبابرتها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد لحقه من قومه وعشيرته من هذا الشيء الكثير ولا ننسى موقف عمه أبي لهب وزوجه أم جميل ((حمالة الحطب)) وفي هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015