الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) سورة يونس - الآية 99. فالشريعة الإسلامية وعقيدتها تقبل ممن يريد أن يتعرف عليها وعلى حقيقتها الحوار في سبيل ذلك، فكم من مجالس عقدت لهذا الغرض مع المخالفين لها، حتى إذا اتضح الأمر وبان المقصود اقتنع كل واحد بما مالت نفسه إليه بلا إلزام فمنهم من آمن ومنهم من كفر واستمر على كفره وعقيدته وأمر الله رسوله بأن يقول ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) سوره الكهف - الآية 29.
لكن بعض المشركين الغشمة (ومن على شاكلتهم في هذا العصر) لا يحلو لهم البحث والحوار من أجل البلوغ إلى الحقيقة - والحقيقة بنت البحث دائما - فيعمدون إلى إلزام الناس وإجبارهم على اعتناق مذهبهم والعمل بعقيدتهم فيعتمدون على القوة والجبروت والطغيان ومثل هذا السلوك لا يفيد الدعوة بشيء فسرعان ما تنقلب على صاحبها وتريه عكس ما رآه وذهب إليه مثلما وقع من أصحاب الأخدود الذين ذكرهم الله في القرآن - وستأتي قصتهم قريبا إن شام الله - إذ شرح الرسول صلى الله عليه وسلم ما وقع لهم كما جاء في حديث الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه، إذ في قصص القرآن عبر وأي عبر لمن كان له قلب يفكر ويعتبر، كما قال الله تعالى: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى)) سورة يوسف الآية 111.