بالإيمان بربه ولم يبع دينه وعقيدته بشيء من الطعام ليملأ بطنه ويعطل عقله، وذكر المفسرون أيضا أن إبراهيم لما كان في الطريق مر بكثيب رمل ففكر في أمر رجوعه بدون طعام، وماذا يقول لأهله وأولاده أمام جيرانه وهم يعودون بأحمال مثقلة بالطعام ويعود هو فارغ الغرارتين، فكر إبراهيم في هذا فملأ الغرارتين رملا من ذلك الكثيب ليعود يهما عامرتين - على أعين الناس - حتى يظهر للناس أنه عاد بالطعام ليفرح - أهله وأولاده - بهه كما يفرح جيرانه وأولادهم بما جاءوا به، ولما وصل إلى منزله وأناخ راحلته وأنزل الغرارتين تعب من السفر فنام، فقامت امرأته - سارة - إلى الغرارتين وفتحت إحداهما فوجدتها مملوءة بدقيق جيد ما رأت مثله جودة وبياضا، فصنعت منه طعاما وأيقظته من نومه ليأكل، فرآى طعاما جيدا فقال لها من أين جاءكم الطعام؟ فقالت له هذا من الدقيق الذي جئت به، فعلم أن الله هو الذي رزقه به، وأنه رزق ساقه الله إليه، فالله هو الرزاق وهو خير الرازقين (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أحد الصحابة - واسمه عوف بن مالك الأشجعي - أسر العدو ولده وجزعت الأم فشكا إليه ما وقع، فأمره أن يكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله هو وأمه مع التحلي بالصبر، ففعلا، وبينما العدو في غفلة قام الولد وفر من الأسر وساق غنم القوم أو إبلهم وجاء بها إلى والديه، فنزلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015