- 1 -
أول أولئك الأبطال إبراهيم خليل الرحمن ورسول الله إلى عباده بشريعة الإسلام شريعة التوحيد والإخلاص لله في كل الطاعات والعبادات، ونبذ الشرك وعبادة المخلوق كيفما كان هذا المخلوق، عبدا من عباد الله ملكا، أو شجرا أو حجرا، أو غير ذلك من الكواكب وغيرها، مما كان يعبد في الزمن القديم، واسم إبراهيم ينبئ بما في قلبه من معاني الشفقة والرحمة لذلك كان أهلا لاختيار الله له لتحمل عبء الرسالة ومواجهة المشركين بالدعوة إلى عبادة الله وحده في زمن كان ملكه وحاكم بلده طاغية من الطغاة ادعى الألوهية جهلا وغرورا بحقيقة نفسه ودعا الناس إلى عبادته فقيل إن كلمة إبراهيم (أب رحيم) في اللغة السريانية، (إحدى اللغات السامية) التي هي لغة قومه في ذلك الوقت أما لفظة الخليل فإنها مأخوذة من (الخلة) وهي المحبة الخالصة والصداقة الكاملة وبالطبع فهي خلة ومحبة لله لا لشيء آخر فهو قد صفا قلبه لله فأحبه الله وجعله خليلا له في هذا المقام العالي إذ الخلة منزلة عالية ودرجة رفيعة، لم ينلها في المرسلين غيره قال الله جل شأنه (واتخذ الله إبراهيم خليلا).