قوم قساة القلوب، غلاظ الأكباد أقوياء الأعوان، حتى ألبسوهم أدرع الحديد وطرحوهم بها في حر الشمس وشدة الهاجرة وكووهم بالنار والجمر وما أطفأها إلا دسم جلودهم وشحمها. وهل يعد هذا العذاب عذابا يستهان به؟ ينال عبادا في الدنيا - بلا ذنب - إلا لأنهم قالوا (ربنا الله) لا والله وما هو بالأمر اليسير الذي يطاق لولا قوة العقيدة والصبر.
وها نحن نشرع - مستعينين بالله وقوته - في تقديم هذه (العينات) البشرية ذات القوة الروحية التي غذاها إيمان كامل بالخالق، ووعده الصادق فكانوا إلى جانب من وفقوا فوقفوا في صف واحد لتأييد الحق وأنصاره وخذلان الباطل وأعوانه.