صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر لعلك أغضبتهم؟ والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم؛ لقد أغضبت ربك). فرجع إليهم أبو بكر فقال لهم: يا إخوتي لعلي أغضبتكم؟ فقالوا له: يا أبا بكر يغفر الله لك.
وبالجملة ففضائل الصحابة كثيرة، فلهم فضل السبق إلى إجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبذلوا دماءهم وأموالهم في سبيل الله، وفي محاربة الباطل الذي تجسم في الشرك والإلحاد، في حين أعرض عنه وعنها ذوو القوة والبطش من صناديد قريش وأعيانها، وهذه حقيقة قديمة، فالضعفاء هم أنصار الرسل والدين في كل زمان ومكان، والقرآن ذكر لنا ما قاله قوم نوح - مثلا - لنوح عليه السلام، فقد أرادوا أن يعيبوا عليه دعوته وينقصوا من قيمتها - في نظرهم - ويحتقروها بقياسهم قيمتها بقيمة أتباعها والمؤمنين بها والمعتنقين لها، حين قالوا له: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي)) أما المدركون للحقائق التاريخية والمتتبعون لما جرى من الأحداث في الزمن الماضي، فإنهم عرفوا أن بعض الضعفاء هم أنصار الحق - دائما - كما عرفوا صدق رسالة محمد عليه الصلاة والسلام، بأتباعه، من مثال ((ورقة)) بن نوفل وهرقل ملك الروم، والنجاشي ملك الحبشة وغيرهم، فقد ذكر التاريخ أن ((هرقل) اغتنم فرصة وجود ركب تجاري في الشام من العرب، فيهم أبو سفيان بن حرب، جاؤوا للتجارة، فبعث إليهم واستدعاهم إليه، وسألهم عن