(إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكر، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه). أخرجه أبو داود والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها، ولما أهمل هذا الاعتبار الإسلامي في اختيار الموظفين للمناصب ساء الحال، وتدهورت الأوضاع و ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسب أيدي الناس)).
نعود إلى موضوعنا السابق في حق أولئك الضعفاء من الصحابة، وهم: صهيب، وخباب، وبلال، وعمار، وسلمان وفضائلهم، كثيرة، وغيرهم من الصحابة أيضا، وقد عاتب الله نبيه فيهم في آيات من القرآن كقوله: ((وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون)) إلى قوله تعالى: ((والله أعلم بالظالمين)) الآيات من 51 إلى 58 من سورة الأنعام، وقد سبق بعضها.
وذكر ابن عبد البر في كتابه ((الاستيعاب) في ترجمة صهيب قال: إن أبا سفيان مر على سلمان وصهيب، وبلال، وغيرهم من ضعفاء الصحابة - وكانوا قعودا - فقالوا ما أخذت السيوف من عنق عدو الله - كان هذا قبل أن يسلم - مأخذها، فقال لهم أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالذي قالوا، فقال له النبي