لغاتهم ولهجاتهم، وهذه هي الأخوة الإسلامية التي تقاوم نزعات شياطين الإنس والجن، فتدفعها بعيدا عن الساحة الإسلامية الطاهرة حتى لا تفسدها، فيجب على المسلمين الصادقين أن يرعوا هذه الأخوة - دائما - وليحذروا تسرب تلك النزغات والنزعات الشيطانية إلى صفوف البعض ممن يدعون الإسلام، فإنها تفسد ما بين الإخوة، وتفرق الجماعة المجتمعة، وتوهن القوى، ومن أجل هذه الآثار السيئة التي تتركها تلك العصبية الجاهلية في الجماعة الإسلامية حاربها الإسلام ونبيه كما هو معلوم لمن درسه بتجرد عنها، من ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (في غزوة المريسيع) عند ما سمع الأنصاري يستنجد بالأنصار، والمهاجر يستغيث بالمهاجرين قال: (ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة)، فالاستنصار بالعصبية القبلية والطائفية خبيثة العنصر والمادة، تؤول بالجماعة الواحدة إلى الفرقة والعداوة، فرائحتها خبيثة، وما تتركه في الأمة شر كبير، لا يميل إليها، ولا يرضى بها إلا الأشرار والمفسدون، الذين سيؤول أمرهم إلى تفريق الجماعة، إذا عملوا بها واستجابوا لشيطانها لأنها من دعوى الجاهلية التي نهى عنها المسلمون بعد أن دخلوا في الإسلام، وقد وجد فيها أعداء الإسلام وسيلة فعالة لتفريق الأمة الإسلامية بطوائفها المتعددة، فالمغرور والجاهل بالعواقب من استجاب لهم وعمل بقولهم، ذلك أن عواقبها تؤدي إلى الفرقة والتشتت، ثم إلى الضعف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015