والرغبة الصادقة، لما بلغ مراده، رضي الله عنه ورزقتا همة كهمته وعزما كعزمه، وإيمانا مثل إيمانه، إنه السميع المجيب، ولله در من قال (وهو علي بن أحمد النعيمي) في القديم من الزمان.
إذا أظمأتك أكف اللئام … كفتك القناعة شعبا وريا
فكن رجلا رجله في الثرى … وهامة همته في الثريا
فإن إراقة ماء الحيا … ة دون إراقة ماء المحيا
فقد حفظ التاريخ بض الرجال من الشعب الفارس خصائص قل أن وجدت في غرهم عن قديم الزمان سواء في ميدان العلوم أو الحضارة، وهو الشعب الذي لا يقل عن بقية الشعوب الإسلامية تمسكا بدينه وعقيدته بل ربما فاق البعض منها في بعض المواقف، وألاحظ هنا: (بأنني عربي مسلم، ولست شعوبيا، فلا يظنن ظان غير هذا فيهلك مع الهالكين) وفي هذا التاريخ المحفوظ أسماء لامعة لبعض العلماء العظماء، سواء في اللغة العربية، أو في التفسير وعلوم القرآن، أو في علوم الحديث، أو في العلوم العقلية، وقد شاركوا بمجهوداتهم الفكرية في الثقافة الإسلامية، فلا ينكر فضلهم إلا الحسود والجهول، ومن هنا تظهر خصائص الدين الإسلامي الحنيف، البعيد عن سوس السياسة المتحيزة ووسواسها الخناس وشيطانها المريد، إذ لا طائفية ولا عنصرية في الإسلام، فكل المسلمين إخوة، أبناء دين واحد وعقيدة واحدة، ولا عبرة فيه لتباين