عمر - وكانت فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد ابن زيد قد أسلما وآمنا بالله ربا واحدا لا شريك له في ألوهيته، وبمحمد رسول من الله، وصدقا بكل ما جاء به من عند الله.

فلما سمع عمر بإسلام أخته فاطمة وإيمانها بمحمد وبما جاء به من عند الله، كما آمن وأسلم خباب ابن الأرت وأنه يتردد عليهما في منزلهما ليقرئهما القرآن، هاله ما سمع وبينما عمر يتجول في سكك مكة يتتبع أخبار الدعوة الإسلامية أين بلغت ويبحث عن عدى انتشارها في الأوساط القرشية، كما يتتبع أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الدعوة والرسالة، إذ فاجأه الخبر بإسلام أخته فاطمة وزوجها حيث التقى في الطريق بنعيم بن عبد الله النحام - رجل من قوم عمر بني عدي - وكان هو الآخر قد أسلم وأحفى إسلامه فرقا وخوفا من عمر، وكان عمر - حين لقيه نعيم بن عبد الله - متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورهطا من أصحابه قد ذكروا له بإسلامهم واتباعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكروا له بأنهم مجتمعون في دار عند الصفا - هي دار الأرقم - وكانت دار الأرقم في ذلك الوقت مركزا لنشر الدعوة الإسلامية وتعليم المؤمنين فروض عقيدتهم ومبادئ الإسلام، وكان القوم المجتمعون فيها قريبا من أربعين، ما بين رجال ونساء، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الدار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015