الله صدره له فيما بعد، حيث توقف في الجمع والنسخ، لأنه عمل لم يعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد قتل زعيم أهل الردة ((مسيلمة)) وانتصار جيش الإسلام وانهزام حنيفة جرى الصلح بينهم وبين القائد البطل خالد رضي الله عنه وعن جميع الصحابة حماة الإسلام والعقيدة، وانتهت حروب الردة.
وعمار بن ياسر عن السابقين إلى الإسلام كما تقدم، وقد شارك في بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، اقتداء بصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم وذلك حين كان يعمل مع أصحابه في بنائه ليرغبهم في العمل، وكان عمار يحمل اللبن - الطوب - وقد أثقله إخوانه به، إذ كانوا يحملون لبنة لبنة ويحملونه هو لبنتين اثنتين، فشكا لرسول الله ما يلاقيه من إخوانه الصحابة، قال: يا رسول الله قتلوني، - وهو يمزح - يحملون علي ما لا يحملون هم، وقد ذكرت أم سلمة رضي الله عنها أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض وفرته - الوفرة ما نزل من الشعر على الأذنين - بيده الشريفة، وكان عمار رجلا جعد الشعر، وهو صلى الله عليه وسلم يقول: (ويح ابن سمية، ليسوا بالذين يقتلونك، إنما تقتلك الفئة الباغية).
قال أصحاب السير: أن أول من بنى مسجدا هو عمار بن ياسر، يعنون بهذا مسجد ((قباء)) ذلك أن