رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وشكا له ما أصابه من ذلك العذاب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (كيف تجد قلبك)؟ قال مطمئنا بالإيمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عادوا فعد، وجاء في بعض الروايات عند البيهقي وغيره أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم تحت الضغط عليه بل وذكر آلهتهم بخير وشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما تركت حتى سببتك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال له: (كيف تجد قلبك؟) قال مطمئنا بالإيمان فقال له: (إن عادوا فعد) وفي هذا أنزل الله تعالى قوله ((إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)). ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له - ظاهرا لا باطنا - أن يقبل ويفعل ما طلب منه فعله إبقاء على حياته، كما فعل عمار بن ياسر وله أن يمتنع عن إجابتهم لما طلب منه كما فعل بلال رضي الله عنه، فإنه أبى أن يعطي شيئا للمشركين، وهم يعذبونه ويفعلون به الأفاعيل، حتى أنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في ساعة اشتداد الحر، ويأمرونه بقول كلمة فيها ما يرضيهم، فيأبى عليهم هذا، ويقول لهم: أحد أحد، بل ويقول لهم: والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم لقلتها لكم زيادة في غيظكم وغضبكم.
وبناء على ما سلف بيانه من موقف عمار بن ياسر مع معذبيه، قال المفسرون لكتاب الله: أن الآية السابقة: ((من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن